البث الحي
Ifilm App Android Ifilm App Android
فارسی English

سياحة

"احداث الظهيرة" ...انتاج بمستوى السينما العالمية

في ثاني تجربة اخراجية طويلة له ، دخل المخرج الايراني الشاب محمدحسين مهدويان عالم السينما و الاخراج من اوسع الابواب ... بوابة فجر السينمائي. 

العام الماضي و من خلال فيلمه " الواقف في الغبار" حقق انجازا ملفتا بحصده اكبر عدد من جوائز مهرجان فجر ما شجّعه الى خوض التجربة من جديد بفيلم " احداث الظهيرة" . 

الفيلم الجديد لمهدويان كفيلمه السابق يستذكر فترة حساسة من تاريخ ايران المعاصر و عرض في فعاليات اليوم السادس للمهرجان. 

العرض كان موفقا لدرجة امتلأت الصالات بالجمهور فضلا عن الاعلاميين و الناقدين البارزين في مجال السينما. 

و بعيد العرض، عقد طاقم الفيلم مؤتمرا صحفيا ردّ فيه على تساؤلات الصحفيين لكن أبرز ما لفت الانتباه اشادة النقاد بالفيلم و بالمخرج الشاب. 

فقد تلقى الفيلم اشادة من نقاد السينما و الاعلاميين المتخصصين في النقد السينمائي حيث كتبت العديد من مواقع السينما في ايران مقالات مطولة تستعرض احداث الفيلم و تشيد بطاقات المخرج المميزة. 

الفيلم يروي حقبة حساسة من تاريخ البلاد حيث انتصرت الثورة الاسلامية مؤخرا و بدأت المؤامرات تحاك ضدها من الشرق و الغرب .تحولت منظمة مجاهدي خلق الى جماعة مسلحة تحارب النظام الاسلامي بطرق وحشية ابرزها الاغتيالات المنظمة لكبار الشخصيات السياسية و ارعاب الشعب من خلال تفجيرات ممنهجة و حرب شوارع تسعى لاستنزاف الطاقات الشبابية فضلا عن مساندة الدكتاتور العراقي صدام حسين منذ اندلاع الحرب المفروضة. 

في الجانب الآخر ، تبدأ المحاولات لاحباط المخططات العدوانية فيتم استدعاء مقاتل مخضرم لهندسة حرب الشوارع الدائرة و انهائها بأقل الخسائر. من هنا يتشكّل فريق من خمسة رجال و ...

برأي النقاد ، كل شيء كتب بدقة في سناريو " احداث الظهيرة" الى جانب التصميم المناسب و التنفيذ الدقيق. ففي الواقع أسس المخرج الشاب مدرسة سينمائية من خلال طرحه الموضوع الحساس الذي ترك بصمته طيلة ستة اشهر في نفوس الايرانيين بفيلم سينمائي . و هذا الامر يعتبره النقاد دلالة واضحة على حنكة المخرج الشاب و ذكائه في انتهاز الوقت وسرد القصة بسلاسة تشد المتلقي في كل مشهد من مشاهدها. 

و يرى الناقدون بأن الفيلم خرج ناجحا من هفوة الشخصيات و الادوار المكررة كجمع خمس شخصيات متناقضة في فريق واحد من اجل هدف واحد بل ساهمت الحبكة الدرامية للفيلم بخلق التفاعل اللازم بين الشخصيات و المتلقي اذ يبكي لبكائهم ويضحك لضحكهم. 

مايميز الفيلم و يجعله ناجحا بامتياز - برأي النقاد ايضا - هو قدرة الجانب الآخر من القصة أي قوى الشر . ففي الفيلم نرى أن منظمة خلق الارهابية لم تظهر ضعيفة و خاوية بل ظهرت نافذة و معقدة و قادرة على اغتيال ابرز وجوه النظام وقتل الابرياء من الشعب بدم بارد وعنف دموي. و تظهر القصة جوانب مخيفة من المنظمة العميلة حيث ان الاعضاء فيها موالون لاهداف الجماعة وتصل نسبة الموالاة الى قتل الاخوة و الاخوات من اجل الهدف الذي تتبعه المنظمة. 

الذكاء في اعطاء اهمية للندّ ، قطف ثماره في نهاية المطاف حيث تفاعل المشاهد بايجابية مع البطل الذي شارك في تصفية مجموعة من افراد المنظمة و وقف له وصفّق لجرأته في انهاء حياة مجموعة من القتلة . فهنا يتجلى دور البطل و يحصل على محبين و معجبين بالضبط كما تفعل هوليوود في اشهر افلامها التي توظف ندّ البطل بافعاله السادية والمريبة لخدمة اهداف البطل في نهاية القصة.

و بعيدا عن القصة ، فيرى الناقدون أن الفيلم لايقل شأنا عن افلام السينما العالمية دراميا و تقنيا و فنيا. فقد تمتع الفيلم بواقعية من خلال اجواء حقيقية خلقها التصميم المميز للديكورات و الازياء و الاكسسوارات الى جانب حركة الكاميرا و لعلّ ابرز مشهد في هذا السياق هو مشهد اعلان منظمة خلق نهج المواجهة المسلحة للاطاحة بالنظام الاسلامي.

احداث الظهيرة يسعى الى حصد اكبر عدد من جوائز فجر بمختلف الاقسام قد يكون التمثيل له النصيب الاوفر في ذلك مع ان البطولة في الفيلم لم تكن مطلقة بل توزعت على الابطال الخمسة.

محمد جواد عزتي ، احمد مهرانفر ، مهرداد صديقيان ، هادي حجازي فر ، حسين مهري ، أمير حسين هاشمي ، احمد قزويني ومهدي باكدل اظهروا افضل اداء لهم في "احداث الظهيرة". 

هـ.ع/هـ.ع

شارك